شرف ليلة القدر: قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]. • يقَدِّرُ اللهُ سبحانه وتعالى فيها كُلَّ ما هو كائنٌ في السَّنَةِ؛ قال تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴾ [الدخان: 4، 5]. ففي تلك الليلةِ يُقَدِّرُ اللهُ سبحانه مقاديرَ الخلائِقِ على مدارِ العامِ، ويُكتَبُ فيها الأحياءُ والأمواتُ، والنَّاجون والهالكونَ، والسُّعداءُ والأشقياءُ، والعزيزُ والذَّليلُ، وكلُّ ما أراده اللهُ سبحانه وتعالى في السَّنةِ المُقبلةِ، يُكتَبُ في ليلةِ القَدرِ هذه. إنَّها ليلةٌ مُبارَكة. قيام ليلة القدر: يُشرَعُ في هذه الليلةِ الشَّريفةِ قيامُ لَيلِها بالصَّلاةِ. أحاديث في فقه الصيام والقيام (3). عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ومن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقَدَّمَ مِن ذَنبِه))؛ [رواه البخاري (2014)، ومسلم (760)]. اللهم وفقنا وجميع المسلمين لقيامها.

أحاديث في فقه الصيام والقيام (3)

وقول اللسان أعمال كثيرة مما أمر الله به مثل الذكر وتلاوة القرآن، وقول كلمة المعروف ونحو ذلك، هذه كلها من أنواع العبادات اللسانية. وقول القلب هو نيته ، قصده، والعبادة لا تصلح إلا لله العبادة الظاهرة أو الباطنة، القلبية أو اللسانية، أو التي موردها الجوارح، فهي لا تصلح إلا لله؛ فمن صرف شيئا منها لغير الله فقد توجّه بالعبادة لغير الله منافيا لما قال الله جل "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ". مجالات العبادة بحسب الشيخ فؤاد الهجرسي، للعبادات في الإسلام مجالان رئيسيان أحدهما الحياة الدنيا بكل جوانبها عملاً وإنتاجًا وأخذًا وعطاءً وتعليم صنعة وعون مظلوم وكف الأذى الشخصي عن الناس، وغيره، وثانيهما، الكيان البشري كله من قرنه إلى قدمه حواسه وعضلاته وأعضائه الداخلية. يتضح من ذلك لأنه في حين نعلم أن مجالات العبادات مقسمة بحسب ما يطلبه الشرع الحكيم على حواس الإنسان وعضلاته وأعضائه الداخلية كل فيما يخصه، وهي عشر: القلب واللسان والسمع، والبصر والشم والذوق، واليدن والرجل، والفرج، وركوب الدواب على اختلافها. وكل حاسة من هذه الحواس تكون عبادتها بين واجب ومستحب ومندوب إليه. والقلب هنا هو ملك الحواس والأعضاء كلها، لأن أداء هذه الأجزاء في الجسد يحتاج إلى إخلاص نية، وتوكل على الله ثم صبر على معاناة العبادة.

عبادة شرعية: هو خضوع الإنسان لأمر الله عز وجل الشرعي، وهي أطاعه الله واتباع الرسل والأنبياء، كما ذكر في كتابه الكريم قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا). ماهي العبادة التي اذا فعلتها لا يفعلها احد غيرك: يتساءل الكثيرون عن نوع العبادة التي إذا فعلها المؤمن لا يفعلها أحد غيره، خاصة أن هناك الكثير من أنواع العبادات التي يفعلها كثيرون بنفس الهيئة والوقت سواء كانوا معاً أو في مكان آخر في العالم، ولكن يوجد عبادة إذا قام بها المؤمن يكون الوحيد في الدنيا الذي فعلها في وقتها. وقد حثنا رسولنا -صلى الله عليه وآله وسلم- على أداء تلك العبادة إذا اتيح المسلم فعلها وتنفيذها، وهي من العبادات التي بكي الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- عندما قام بها وقال لصاحبه سيدنا عمر بن الخطاب: "يا عمر ها هنا تسكب العبرات"، وهى عبادة تقبيل الحجر الأسود الذي أقسم الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله فقال: "والله ليبعثنَّه الله يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، ولسانٌ ينطق به، يشهد على من استلمه بحقٍّ". ويعود أصل الحجر الأسود إلى الجنة وكان أبيضاً اللون ولكن أسود بسبب خطايا بني أدم، وجاء في حديث لرسول الله- صلي الله عليه وسلم- عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ".

مدرسة الخامسة والعشرون
May 18, 2024