وقيل: استقاموا إسرارا كما استقاموا إقرارا. وقيل: استقاموا فعلا كما استقاموا قولا. وقال أنس: لما نزلت هذه الآية قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هم أمتي ورب الكعبة. وقال الإمام ابن فورك: السين سين الطلب ، مثل استسقى أي: سألوا من الله أن يثبتهم على الدين. وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية قال: اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة. قلت: وهذه الأقوال وإن تداخلت فتلخيصها: اعتدلوا على طاعة الله عقدا وقولا وفعلا ، وداموا على ذلك. تتنزل عليهم الملائكة قال ابن زيد ومجاهد: عند الموت. تأملات في قوله تعالى:{إِن الذين قالوا ربنا اللَّه ثم استقاموا}. وقال مقاتل وقتادة: إذا قاموا من قبورهم للبعث. وقال ابن عباس: هي بشرى تكون لهم من الملائكة في الآخرة. وقال وكيع وابن زيد: البشرى في ثلاثة مواطن: عند الموت ، وفي القبر ، وعند البعث. ألا تخافوا أي ب " ألا تخافوا " فحذف الجار. وقال مجاهد: لا تخافوا الموت. وقال عطاء بن أبي رباح: لا تخافوا رد ثوابكم فإنه مقبول ، وقال عكرمة ولا تخافوا إمامكم ، ولا تحزنوا على ذنوبكم. ولا تحزنوا على أولادكم ، فإن الله خليفتكم عليهم. وقال عطاء بن أبي رباح: لا تحزنوا على ذنوبكم فإني أغفرها لكم. وقال عكرمة: لا تحزنوا على ذنوبكم. وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون.

ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة تنقذ فتاة من

© 2022 أخبارك. نت يتم إدارته وتطويره بواسطة

ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة يا ولي الله

وافتتاح الجملة بحرف التوكيد منظور فيه إلى إنكار المشركين ذلك ، ففي توكيد الخبر زيادة قمع لهم. ومعنى { قالوا ربُّنا الله} أنهم صدعوا بذلك ولم يخشَوا أحداً بإعلانهم التوحيد ، فقولُهم تصريح بما في اعتقادهم لأن المراد بهم قالوا ذلك عن اعتقاد ، فإن الأصل في الكلام الصدق وهو مطابقة الخبر الواقع وما في الوجود الخارجي. ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا .. ). وقوله: { رَبُّنَا الله} يفيد الحصر بتعريف المسند إليه والمسند ، أي لا ربّ لنا إلا الله ، وذلك جامع لأصل الاعتقادِ الحق لأن الإِقرار بالتوحيد يزيل المانع من تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به إذ لم يصُدَّ المشركين عن الإِيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه أمرهم بنبذ عبادة غير الله ، ولأن التكذيب بالبعث تلقوه من دعاة الشرك. والاستقامة حقيقتها: عدم الاعوجاج والميللِ ، والسين والتاء فيها للمبالغة في التقوّم ، فحقيقة استقام: استقَل غير مائل ولا منحن. وتطلق الاستقامة بوجه الاستعارة على ما يجمع معنى حسن العمل والسيرة على الحق والصدق قال تعالى: { فاسْتَقِيموا إليه واستَغْفروه} [ فصلت: 6] وقال: { فاستقم كما أمرت} [ هود: 112] ، ويقال: استقامت البلاد للملك ، أي أطاعت ، ومنه قوله تعالى: { فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} [ التوبة: 7].

ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة بنظم قصيدة معروفة

تأملات في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. وبعد: فإنَّ الله أنزل هذا القرآن العظيم ؛ لتدبُّره والعمل به، فقال سبحانه: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]. وعملًا بهذه الآية الكريمة فلنستمع إلى آية من كتاب الله ، ونتدبر ما فيها من العِظات والعِبر، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32]. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة من عدمها. قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾: قال ابن كثير: (أي: أخلَصوا العملَ لله، وعملوا بطاعة الله تعالى على ما شرع لهم). [1].

ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة من عدمها

وجملة: (لكم فيها ما تشتهي) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: (لكم فيها ما تدّعون) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: (تشتهي) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول. وجملة: (تدّعون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. (32) (نزلا) حال منصوبة من العائد المحذوف أي تدّعونه نزلا، (من غفور) متعلّق بنعت ل (نزلا). ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة تنقذ فتاة من. الفوائد: الاستقامة: قال أهل التحقيق: كمال الإنسان أن يعرف الحق لذاته لأجل العمل به، ورأس المعرفة اليقينية معرفة اللّه تعالى، وإليه الإشارة بقوله إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ، ورأس الأعمال الصالحة أن يكون الإنسان مستقيما في الوسط، غير مائل إلى طرفي الإفراط والتفريط، فتكون الاستقامة في أمر الدين والتوحيد، وتكون في الأعمال الصالحة. سئل أبو بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنه عن الاستقامة فقال: أن لا تشرك باللّه شيئا، وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه: الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعلب، وقال عثمان رضي اللّه تعالى عنه: معنى استقاموا: أخلصوا في العمل، وقال علي رضي اللّه تعالى عنه: معنى استقاموا أدوا الفرائض، وهو قول ابن عباس، وقيل: استقاموا على أمر اللّه فعملوا بطاعته واجتنبوا معاصيه، وقيل: استقاموا على شهادة أن لا إله إلا اللّه حتى لحقوا باللّه، وكان الحسن إذا تلا هذه الآية قال: اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة.

فتاوى ذات صلة
متاحف في السعودية
May 18, 2024