د. محمد المجالي كنت وما أزال أتدبر لماذا ذكر الله تعالى في مطلع سورة الفاتحة بعد اسم (الله)، اسميْ (الرحمن والرحيم) حيث وردا في البسملة، ويتكرر هذان الاسمان مباشرة في قوله تعالى: "الرحمن الرحيم"، فلم هذا الحشد ابتداء باسمي (الرحمن الرحيم) في أول القرآن، فكأنها رسالة منه سبحانه لخلقه، أن هذه الرسالة هي رسالة رحمة، والدين رحمة، والنبي رحمة، ولا بد أن نتراحم فيما بيننا، فرحمة الله وسعت كل شيء. رحمتي وسعت كل شيء رحمه وعلما. والبسملة كما نعلم تضم هذين الاسمين، فلم تكن بأسماء أخرى لله تعالى، كالقدير والعزيز والحكيم وغيرها، وتقدير البسملة أنني أستعين بالله الرحمن الرحيم، فكأن موضوع الرحمة هو ذاته وفق حكمة الله تعالى وقدرته، ولكننا نؤكد على أننا فقراء إلى رحمته وعفوه، فبرحمته تعالى يهدينا ويرزقنا ويوفقنا ويبارك لنا وينصرنا، وهكذا شأنه سبحانه. وفي قوله تعالى "ورحمتي وسعت كل شيء" من الشعور بالسكينة والطمأنينة ما فيه، فقد وسعت رحمته كل شيء يخطر ببال أحدنا، على صعيد الفرد نفسه والأفراد في المجتمع، وعند الحيوانات، وما سخّره الله تعالى للإنسان على وجه التحديد في هذا الكون، ولأنه تعالى قال (كل شيء) فاللفظ واضح في هذا الشمول، حيث تدخل الرحمة تفاصيل أدق الأمور، أدركناها أم لم ندركها، وشعرنا بها أم لم نشعر، حتى لو بدت في الظاهر أنها صعبة قاسية، فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.

لماذا تيسأس وربك يقول {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} - Youtube

ــــ ˮنايف الفيصل" ☍... ( ورحمتِي وسعت كل شيء) حينما تتأمل هذه الآية بقلبك ، لن تقنط من سعة رحمة ربك. ــــ ˮعايض المطيري" ☍... ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ أيُّ قُنوطٍ سَيمحواْ أملاً غمرَ جَنَاني بعدَ قراءتي هذهِ الكلمَاتْ! ــــ ˮالأثر الباقي" ☍... رحمة الله أوسع من كلّ الذنوب، والمحروم من ينتظر أسباب الرحمة وهو يُقيم على أسباب العذاب (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون) ــــ ˮعبدالعزيز الطريفي" ☍... ﴿ ورحمتي وسعت كل شيء ﴾ قرأها عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فقال: وأنا شيء؛ فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين ــــ ˮروائع القرآن" ☍... ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء ﴾ من وسعت رحمته كل شيء ؛ فلن يرد سائلاً ، ولن يخيب داعياً ، ولن يعاقب مستغفراً تائبا. ــــ ˮروائع القرآن" ☍... "ورحمتي وسعت كل شيء كل شيء فسأكتبها للذين يتقون" أرق الناس قلبا أوفرهم نصيبا من أثر رحمة الله التي أودع جزءا منها في قلوب الخلائق. {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}...! - د. حسن بن فهد الهويمل. ــــ ˮفوائد القرآن" ☍... ﴿ورحمتي وسعت كل شيء﴾ هنا برْد الرضا. ــــ ˮإبراهيم العقيل" ☍... الرحمن الرحيم "تعالى وتقدس لما وسع علمه كل شيء " وسع ربي كل شيء علما " وسعت رحمته كل شيء " ورحمتي وسعت كل شيء " رحماك يارب ــــ ˮبلال الفارس" ☍... ﴿ورحمتي وسعت كل شيء﴾ الحرمان هو أن تُحرم هذه الرحمة وقد وسعت الخلائق أجمع ــــ ˮإبراهيم العقيل" ☍... (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) يقرن الله تعالى استواءه على العرش باسم (الرحمن) كثيرًا؛ لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها.

القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الأعراف - الآية 156

فالحاصل؛ أن هذا الكون كله، وما يحتويه: مدار وجوده واستمراره على رحمة الله تعالى؛ وأن غضبه سبحانه وتعالى كالعارض. قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله تعالى: " … المدار على الرحمة، وأن الغضب كالعارض. ولذلك اشتق الله لنفسه أسماء من الرحمة والرأفة ونحوها، ولم يشتق لنفسه اسما من الغضب. وفي "الصحيحين" في الحديث القدسي: ( إن رحمتي سبقت غضبي) " انتهى من "آثار الشيخ المعلمي" (7 / 126). والله أعلم.

{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}...! - د. حسن بن فهد الهويمل

كم من الحسنات يأخذها المريض، وكم من السيئات تحط عن الفقير، وكم من الدرجات يرتفع المغموم، إذا كانوا من الصابرين المتقين، الذين أحسنوا الظن برب العالمين. ولو لم يكن من رحمة في البلاء إلا قرب أصحابه من ربهم، وكثرة مناجاته ودعائه لكفى بها نعمة ورحمة. مجيب السائلين حملت ذنبي *** وسرت على الطريق إلى حماكا ورحت أدق بابك مستجيرًا *** ومعتذرًا... لماذا تيسأس وربك يقول {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} - YouTube. ومنتظرًا رضاكا دعوتك يا مفرج كل كرب *** ولست ترد مكروبًا دعاكـا من رحمة الله بنا: قبوله لنا، كلما أحدثنا له توبة صادقة، فقد قال جل جلاله: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى:" يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" [رواه الترمذي وحسنه الألباني]. وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أحدنا يذنب الذنب، قال: "يكتب عليه"، قال: ثم يستغفر، قال: "يُغفر له ويتاب عليه"، قال: ثم يعود، فيذنب، قال: "يكتب عليه"، قال: ثم يستغفر ويتوب، قال: "يغفر له ويتاب عليه، ولا يملّ الله حتى تملّوا".

واستنادا لتفسير الطبرى: القول فى تأويل قوله: قَالَ عَذَابِى أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)، قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال الله لموسى: هذا الذى أصبتُ به قومك من الرجفة، عذابى أصيب به من أشاء من خلقي، كما أصيب به هؤلاء الذين أصبتهم به من قومك (8) = "ورحمتى وسعت كل شيء"، يقول: ورحمتى عمَّت خلقى كلهم (9). وقد اختلف أهل التأويل فى تأويل ذلك، فقال بعضهم: مخرجه عامٌّ، ومعناه خاص, والمراد به: ورحمتى وَسِعت المؤمنين بى من أمة محمّدٍ صلى الله عليه وسلم. واستشهد بالذى بعده من الكلام, وهو قوله: " فسأكتبها للذين يتقون "، الآية. ومن أسماء الله (الرحمن) وتعنى الرحمة، وهى تشمل البر، والفاجر. المسلم، والكافر. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الأعراف - الآية 156. المؤمن، والملحد. وهذه الرحمة التى وسعت كل شيء، هى (رحمة النعمة)، كالحياة، والصحة، والثراء، والأمن، وسائر النعم: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيم}. وهذه تشمل كل مخلوق مكلف، وغير مكلف، مسلم، وغير مسلم. فالرحمة التى وسعت كل شيء، هى (رحمة الإنعام)، أما رحمة المغفرة، فتؤخذ ضوابطها من السياق، والشوط الدلالي، المحدد بـ: التقوى، والزكاة، والإيمان بالآيات، واتباع الرسول الأمي.

زوج نصرة العنزي
May 17, 2024