وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) وقوله: ( وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا) وهذا أيضا من لطفه تعالى بهم ، إذ أراهم إياهم قليلا في رأي العين ، فيجرؤهم عليهم ، ويطمعهم فيهم. قال أبو إسحاق السبيعي ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: لقد قللوا في أعيننا يوم بدر ، حتى قلت لرجل إلى جانبي: تراهم سبعين ؟ قال: لا بل [ هم] مائة ، حتى أخذنا رجلا منهم فسألناه ، قال: كنا ألفا. تفسير: (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا). رواه ابن أبي حاتم ، وابن جرير. وقوله: ( ويقللكم في أعينهم) قال ابن أبي حاتم: حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن الزبير بن الخريت عن عكرمة: ( وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم) قال: حضض بعضهم على بعض. إسناد صحيح. وقال محمد بن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه في قوله تعالى: ( ليقضي الله أمرا كان مفعولا) أي: ليلقي بينهم الحرب ؛ للنقمة ممن أراد الانتقام منه ، والإنعام على من أراد تمام النعمة عليه من أهل ولايته.

  1. تفسير: (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا)
  2. تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ..}
  3. فصل: إعراب الآية (45):|نداء الإيمان

تفسير: (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا)

لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا قال الله تعالى: ﴿ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ [الأنفال: 43، 44]. لقد كتب الله تعالى الغلبة لجنده الصابرين ولعباده المؤمنين، وتلك سنته تعالى؛ كما قال عز وجل: ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 171 - 173].

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ..}

والله غالب على أمره ولو كره الكافرون. (عن صحيفة الشرق القطرية) جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "عربي21"

فصل: إعراب الآية (45):|نداء الإيمان

* * * وقال ابن إسحاق في ذلك بما:- 16149 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: " ليهلك من هلك عن بينة " ، [ أي ليكفر من كفر بعد الحجة] ، (57) لما رأى من الآية والعبرة, (58) ويؤمن من آمن على مثل ذلك. (59) * * * وأما قوله: " وإن الله لسميع عليم " ، فإن معناه: " وإن الله " ، أيها المؤمنون، = " لسميع " ، لقولكم وقول غيركم، حين يُري الله نبيه في منامه ويريكم، عدوكم في أعينكم قليلا وهم كثير, ويراكم عدوكم في أعينهم قليلا= " عليم " ، بما تضمره نفوسكم، وتنطوي عليه قلوبكم, حينئذ وفي كل حال. (60) يقول جل ثناؤه لهم ولعباده: فاتقوا ربكم، (61) أيها الناس، في منطقكم: أن تنطقوا بغير حق, وفي قلوبكم: أن تعتقدوا فيها غيرَ الرُّشد, فإن الله لا يخفى عليه خافية من ظاهر أو باطن. -------------------- الهوامش: (41) " شفير الوادي ": ناحية من أعلاه ، وهو حده وحرفه. فصل: إعراب الآية (45):|نداء الإيمان. (42) هكذا كتب هذه الجملة بين القوسين ناشر المطبوعة ، ولا أدري ما هو. والذي في المخطوطة: " انخدم بالعير على حورمة " هكذا ، ولم أستطع أن أجد لقراءتها وجهًا اطمئن غليه ، ولم أجد الخبر في مكان آخر. (43) الأثر: 16141 - سيرة ابن هشام 2: 328 ، وهو تابع الأثر السالف رقم: 16137.

أو يكون المعنى: واذكروا إذ أنتم. والعدوة: جانب الوادي. وقرئ بضم العين وكسرها ، فعلى الضم يكون الجمع عدى ، وعلى الكسر عدى ، مثل لحية ولحى ، وفرية وفرى. والدنيا: تأنيث الأدنى. والقصوى: تأنيث الأقصى. من دنا يدنو ، وقصا يقصو. ويقال: القصيا ، والأصل الواو ، وهي لغة أهل الحجاز قصوى. فالدنيا كانت مما يلي المدينة ، والقصوى مما يلي مكة. أي إذ أنتم نزول بشفير الوادي بالجانب الأدنى إلى المدينة ، وعدوكم بالجانب الأقصى. والركب أسفل منكم يعني ركب أبي سفيان وغيره. كانوا في موضع أسفل منهم إلى ساحل البحر فيه الأمتعة. وقيل: هي الإبل التي كانت تحمل أمتعتهم ، وكانت في موضع يأمنون عليها توفيقا من الله عز وجل لهم ، فذكرهم نعمه عليهم. والركب ابتداء أسفل منكم ظرف في موضع الخبر. أي مكانا أسفل منكم. وأجاز الأخفش والكسائي والفراء ( والركب أسفل منكم) أي أشد تسفلا منكم. والركب جمع راكب. ولا تقول العرب: ركب إلا للجماعة الراكبي الإبل. وحكى ابن السكيت وأكثر أهل اللغة أنه لا يقال راكب وركب إلا للذي على الإبل ، ولا يقال لمن كان على فرس أو غيرها راكب. والركب والأركب والركبان والراكبون لا يكونون إلا على جمال ، عن ابن فارس.

موارد طبيعية متجددة
May 20, 2024