تاريخ النشر: السبت 25 جمادى الأولى 1423 هـ - 3-8-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 20341 11480 0 228 السؤال إلى فضيلة الشيخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي أريد معرفة شعب الإيمان 72 ما هي التي نص عليها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الايمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى فما هي؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد اختلفت روايات هذا الحديث في تعداد شعب الإيمان، ففي رواية البخاري بضع وستون شعبة. الايمان بضع وستون شعبه والحياء شعبه من الايمان. ورواية مسلم الشك: بضع وستون أو بضع وسبعون. ورواية أصحاب السنن: بضع وسبعون شعبة. وقد رجح الحافظ ابن حجر رواية البخاري بقوله: لكن يرجح بأنه المتيقن، وما عداه مشكوك فيه.

شرح وترجمة حديث: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة: فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان - موسوعة الأحاديث النبوية

وسئل النبي عليه الصلاة والسلام عن الإيمان، فقال: ((أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره))، فإذا جمعتَ هذا الحديث بذاك الحديث الآخر، تبيَّن لك أن الإيمان - كما ذهب إليه السُّنة والجماعة - يشمل العقيدة، ويشمل القول، ويشمل الفعل؛ ويشمل عمل القلب عقيدةَ القلب، وعمل القلب، وقول اللسان، وعمل الجوارح، أربعة. شعب الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها. "لا إله إلا الله" هي قول اللسان، "إماطة الأذى عن الطريق" عمل الجوارح، "الحياء" عمل القلب، "الإيمان بالله وملائكته وكتبه" اعتقاد القلب. فالإيمان عند أهل السنة والجماعة يتضمن كلَّ هذه الأربعة: اعتقاد القلب، وعمل القلب، وقول اللسان، وعمل الجوارح، وأدلة ذلك من الكتاب والسنة كثيرة. في هذا الحديث: حث على إماطة الأذى عن الطريق؛ لأنه إذا كان من الإيمان فافعله يزدد إيمانك ويكمل، فإذا وجدت أذى في الطريق: حجرًا أو زجاجًا أو شوكًا أو غير ذلك، فأزله فإن ذلك من الإيمان، حتى السيارة إذا جعلتها في وسط الطريق وضيَّقت على الناس، فقد وضعت الأذى في طرق الناس، وإزالة ذلك من الإيمان. وإذا كان إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان، فوضع الأذى في الطريق من الخسران والعياذ بالله، ومن نقص الإيمان؛ ولذلك يجب أن يكون الإنسان حيي القلب يشعر بشعور الناس.

الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها – السعـودية فـور - السعادة فور

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمان بضع وسبعون - أو بضع وستون - شعبةً، فأفضلها قولُ لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبة من الإيمان))؛ متفق عليه. البِضع: بكسر الباء ويجوز فتحها، وهو من الثلاثة إلى العشرة، والشُّعبة: القطعة والخَصلة، والإماطة: الإزالة، والأذى: ما يؤذي كحَجَرٍ وشوك وطين ورماد وقذر ونحو ذلك. الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها – السعـودية فـور - السعادة فور. قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: قال المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة))، شك من الراوي هل قال النبي صلى الله عليه وسلم: بضع وسبعون، أو قال: بضع وستون؟ ((فأفضلها - وفي لفظ: فأعلاها - قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان))، وهذا هو الشاهد لهذا الباب باب الحياء وفضله. وفي هذا الحديث: بيَّن الرسول عليه الصلاة والسلام أن الإيمان شعب كثيرة (بضع وستون أو بضع وسبعون)، ولم يُبيِّنْها الرسول عليه الصلاة والسلام؛ لأجل أن يجتهد الإنسان بنفسه، ويتتبع نصوص الكتاب والسُّنة حتى يجمع هذه الشُّعَبَ ويعمل بها.

الايمان بضع وستون شعبه والحياء شعبه من الايمان

وفي الشرع: خلق يبعث على اجتناب القبيح, ويمنع من التقصير في حق ذي الحق ولهذا جاء في الحديث الآخر " الحياء خير كله ". فإن قيل: الحياء من الغرائز فكيف جعل شعبة من الإيمان ؟ أجيب بأنه قد يكون غريزة وقد يكون تخلقا, ولكن استعماله على وفق الشرع يحتاج إلى اكتساب وعلم ونية, فهو من الإيمان لهذا, ولكونه باعثا على فعل الطاعة وحاجزا عن فعل المعصية ولا يقال: رب حياء عن قول الحق أو فعل الخير; لأن ذاك ليس شرعيا, فإن قيل: لم أفرده بالذكر هنا ؟ أجيب بأنه كالداعي إلى باقي الشعب, إذ الحي يخاف فضيحة الدنيا والآخرة فيأتمر وينزجر, والله الموفق. وسيأتي مزيد في الكلام عن الحياء في " باب الحياء من الإيمان " بعد أحد عشر بابا. ‏ ‏( فائدة) ‏ ‏قال القاضي عياض: تكلف جماعة حصر هذه الشعب بطريق الاجتهاد, وفي الحكم بكون ذلك هو المراد صعوبة, ولا يقدح عدم معرفة حصر ذلك على التفصيل في الإيمان. شرح وترجمة حديث: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة: فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان - موسوعة الأحاديث النبوية. ا ه. ولم يتفق من عد الشعب على نمط واحد, وأقربها إلى الصواب طريقة ابن حبان, لكن لم نقف على بيانها من كلامه, وقد لخصت مما أوردوه ما أذكره, وهو أن هذه الشعب تتفرع عن أعمال القلب, وأعمال اللسان, وأعمال البدن. فأعمال القلب فيه المعتقدات والنيات, وتشتمل على أربع وعشرين خصلة: الإيمان بالله, ويدخل فيه الإيمان بذاته وصفاته وتوحيده بأنه ليس كمثله شيء, واعتقاد حدوث ما دونه.

((الحياء شعبة من الإيمان))، فإذا كان الإنسان حييًّا لا يتكلم بما يدنسه عند الناس، ولا يفعل ما يدنسه عند الناس، بل تجده وقورًا ساكنًا مطمئنًّا، فهذا من علامة الإيمان، والله الموفق. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (4/ 26- 32)
فيلم على جثتي
April 29, 2024