وإن من أدلة كمال حب الله تعالى، والذل له: الانقياد والتسليم لنبيه صلى الله عليه وسلم، فتطيعه فيما أمر، وتنتهي عما نهاك عنه وزجر، وتصدقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر، ولا تعبد الله سبحانه إلا بما شرع صلى الله عليه وسلم، قال عليه الصلاة والسلام: « وصلوا كما رأيتموني أصلي » (رواه البخاري برقم:6008)، وقال عليه الصلاة والسلام: « لتأخذوا عني مناسككم » (رواه مسلم برقم:1297). فيا من ادعيت حب الله تعالى: لن تسلم لك تلك المحبة حتى تعلنها قولاً واعتقاداً وعملاً، لا متبوع بحق إلا رسول الله عليه الصلاة والسلام. والحمد لله رب العالمين. قال تعالى : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) من خلال الآية السابقة النتيجة المترتبة على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي؟ - دليل النجاح. المصدر: موقع إمام المسجد 371 0 6, 325

قل ان كنتم تحبون الله فتبعوني

فأنزل الله عز وجل من فوق سبع سماواته قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، يوضح معيار المحبة السليمة له سبحانه وتعالى، ولنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه وتعالى: "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" (آل عمران، الآيتان 31 و32). قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآيات: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". ولهذا قال: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض الحكماء العلماء: ليس الشأن أن تحِب، إنما الشأن أن تُحب… ثم قال: "ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم"، أي: باتباعكم للرسول صلى الله عليه وسلم يحصل لكم هذا كله ببركة سفارته.

قل ان كنتم تحبون الله ورسوله

ويقال قطع أطماع الكافة أن يسلم لأحدٍ نفس إلا ومقتداهم وإمامهم سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم. ويقال في هذه الآية إشارة إلى أن المحبة غير معلولة وليست باجتلاب طاعة، أو التجرد عن آفة لأنه قال: { يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} بيَّن أنه يجوز أن يكون عبد له فنون كثيرة ثم يحبُّ اللهَ ويحبُّه الله. ويقال قال أولاً: { يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ} ثم قال: { وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} والواو تقتضي الترتيب ليُعْلَمَ أَنَّ المحبةَ سابقةٌ على الغفران؛ أولاً يحبهم ويحبونه (وبعده) يغفر لهم ويستغفرونه، فالمحبة توجِب الغفران لأن العفو يوجب المحبة. والمحبة تشير إلى صفاء الأحوال ومنه حَبَبُ الأسنان وهو صفاؤها. والمحبة توجب الاعتكاف بحضرة المحبوب في السر. ويقال أحب البعير إذا استناخ فلا يبرح بالضرب. والحبُّ حرفان حاء وباء، والإشارة من الحاء إلى الروح ومن الباء إلى البَدَن، فالمُحِبُّ لا يَدَّخِر عن محبوبه لا قلبَه ولا بَدَنَه. قال تعالى : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) - من خلال الآية السابقة النتيجة المترتبة على طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي : - الجديد الثقافي. * تفسير لطائف الإشارات / القشيري

قل ان كنتم تحبون ه

* ما يزال هناك تساهل في التعامل بالربا عند كثير من المسلمين المحبين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ومعلوم عظم حرمة الربا، وأثاره الخطيرة على المسلمين ومجتمعاتهم. * خلط كثير من الفتيات المسلمات المحبات لله عز وجل ولرسوله بين التبرج والموضة وبين نية الحجاب، بوضع قماشة ملونة على رأسهن مع مكياج صارخ ولباس لافت لا يمت للحجاب بصلة. * متابعة الأبراج والحظ، رغم أن هذا يصادم مبادئ الإسلام بتفرد الله عز وجل بعلم الغيب والتصرف في الكون. * تفشي العلاقات المنفلتة بين الرجال والنساء في الأوساط الاجتماعية أو أماكن العمل، في متابعة للمسلسلات والأفلام، ومناقضة تامة لاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. * عدم إتقان العمل والمهام المطلوبة، سواء على مستوى الموظفين في القطاعين العام والخاص، أو الأفراد والطلبة والأبناء. قل ان كنتم تحبون الله فتبعوني. * الغلو في الدين بجهل؛ أما بالتطرف والإرهاب، أو بالتساهل والتميع وتضييع الدين. وهذا كله لا ينبع من اتباع للرسول صلى الله عليه وسلم. * وجود الظلم بيننا؛ سواء على مستوى الأسرة، أو المدرسة، أو العمل، أو المجتمع، أو الدولة. ختاماً، فإن على كل منا أن يختبر نفسه ومدى صدق اتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم، حتى نتدارك ما فات، ونصلح من حالنا ونصدق مع أنفسنا.

قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني اعراب

ثم قال آمرا لكل أحد من خاص وعام: "قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا"، أي: خالفوا عن أمره، "فإن الله لا يحب الكافرين"، فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر، والله لا يحب من اتصف بذلك، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب لله ويتقرب إليه، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل، ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس الذي لو كان الأنبياء -بل المرسلون، بل أولو العزم منهم- في زمانه لما وسعهم إلا اتباعه، والدخول في طاعته، واتباع شريعته. ويقول الشيخ عمر الأشقر، رحمه الله، في تفسيره (الذي صدر حديثاً): "أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لأصحابه وأتباعه من أمته: إن كنتم صادقين في دعواكم أنكم تحبون الله، فاتبعونى يحببكم الله، أي اقتدوا بي، وتأسوا بي، عند ذلك يكون حبكم صادقاً، ويحببكم الله تبارك وتعالى. أما الذين يدعون محبة الله من غير عمل، ولا متابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فإن حبهم لله دعوى لا يقوم عليها دليل. آل عمران الآية ٣١Ali 'Imran:31 | 3:31 - Quran O. والذين يحبون الله، ويتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحبهم الله تبارك وتعالى ويحظون بمغفرته لذنوبهم، والله غفور رحيم". فالمعيار القرآني لصدق محبة الله عز وجل، ولصدق حب الرسول صلى الله عليه وسلم، هو مقدار اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر به عن الله سبحانه وتعالى؛ من العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك.

- اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31]، ومن أراد أن يعرف صدق محبته لربه؛ فلينظر كيف اتباعه لرسوله صلى الله عليه وسلم. وسل نفسك أخي: هل تستسلم لأوامره فلا تجد في نفسك حرجاً منها؟ وانظر كيف حالك مع سنته، وعملك بها، وهل تحرص على السنن الرواتب؟ هل تداوم على صلاة الوتر؟ هل تحافظ على الأذكار التي علَّمك حبيبك صلى الله عليه وسلم فتذكُرِ الله عند الخروج من البيت، وعند دخوله، وعند دخول المسجد والخروج منه؟ وعند المصيبة، وعند النظر للمبتلى، وعند نزول المطر، وهل تعيش مع حبيبك صلى الله عليه وسلم في اعتقادك وأقوالك وحركاتك؟ فإن كنت مما يعمل بقوله صلى الله عليه وسلم: « إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم » (رواه البخاري برقم: 7288)؛ فاعلم أنك ممن حققت حب الله سبحانه. أيها الأخ الحبيب: ولتعلم أنه لا بد لقبول أي عبادة لله تعالى من ركنين هما: كمال الحب لله تعالى، وكمال الذل له؛ لهذا قال ابن القيم رحمه الله: "حقيقة العبودية التي هي: كمال الحب، وكمال الذل" (طريق الهجرتين وباب السعادتين: [1/510]).

ساعة رجالية فخمة
May 20, 2024