وقوله تعالى:"وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" [٥] قال بعض أهل التفسير أنها نزلت في عبد الله بن سلّام -رضي الله عنه- أحد أحبار اليهود في المدينة وقد أعلن إسلامه ولهذا السبب اعتُبرت هذه الآية مدنيةً. [٦] فضل سورة الأحقاف سورة الأحقاف واحدة من السور التي تنتمي إلى المجموعة السُّباعية من سور آل حم التي قال عنها ابن مسعودٍ -رضي الله عنها- ديباج القرآن وأنه كان يتأنق عندهنّ، والتأنق هو التدبر والتفكر والتمعن في معاني الآيات والأحكام الواردة في تلك السُّور، وقد قرأها النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال ابن مسعود: "أقرأني رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- سورةً منَ آلِ "حم" وهي الأحقافُ قالَ: وَكانتِ السُّورةُ إذا كانت أَكثرَ من ثلاثينَ آيةً سمِّيت ثلاثينَ" [٧].

سورة الأحقاف - تفسير السعدي - طريق الإسلام

[9] [10] فضيلتها وخواصها وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها: عن النبي: «من قرأ سورة الاحقاف كُتب له عشر حسنات بعدد كل رملةٍ في الدنيا». [11] عن الإمام الصادق: «من قرأها كل ليلةٍ، أو كل جمعةٍ لم يصبه الله بروعة في الحياة الدنيا، وآمنه من فزع يوم القيامة ». [12] وردت خواص كثيرة، منها: عن رسول الله: «من كتبها وعلّقها على طفل، أو كتبها وسقاه مائها كان قوي في جسمه، سالماً مُسلّماً صحيحاً مما يُصِب به الأطفال، قرير العين في مهده». [13] قبلها سورة الجاثية سورة الأحقاف بعدها سورة محمد الهوامش ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 14، ص 389. ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 26، ص 251. ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1251-1250. ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313. ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 496؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 28، ص 3. ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169. ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 14، ص 396-426. ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 18، ص 189. سورة الأحقاف - تفسير السعدي - طريق الإسلام. ↑ سورة الأحقاف: 15. ↑ القمي، تفسير القمي، ج 3، ص 969؛ الحويزي، نور الثقلين، ج 7، ص 10-11. ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1496.

واذكر- يا محمد- نبي الله هودا أخا عاد في النسب لا في الدين, حين أنذر قومه أن يحل بهم عقاب الله, وهم في منازلهم المعروفة ب " الأحقاف ", وهي المال الكثيرة جنوب الجزيرة العربية, وقد مضت الرسل بإنذار قومها قبل هود وبعده: بأن لا تشركوا مع الله شيئا في عبادتكم له, إني أخاف عليكم عذاب الله في يوم يعظم هوله, وهو يوم القيامة. قالا: أجئتنا بدعوتك, لتصرفنا عن عبادة آلهتنا؟ فأتنا بما تعدنا به من العذاب, إن كنت من أهل الصدق في قولك ووعدك. قال هود عليه السلام: إنما العلم بوقت مجيء ما وعدتم به من العذاب عند الله, إنما أنا رسول الله إليكم, أبلغكم عنه ما أرسلني به, ولكني أراكم قوما تجهلون في استعجالكم العذاب, وجرأتكم على الله. فلما رأوا العذاب الذي استعجلوه عارضا في السماء متجها إلى أوديتهم قالوا: هذا سحاب ممطر لنا, فقال لهم هود عليه السلام: ليس هو بعارض غيث ورحمة كما ظننتم, بل هو عارض العذاب الذي استعجلتم, فهو ريح فيها عذاب مؤلم موجع. تدمر كل شيء تمر به مما أرسلت بهلاكه بأمر ربها ومشيئته, فأصبحوا لا يرى في بلادهم شيء إلا مساكنهم التي كانوا يسكنونها, مثل هذا الجزاء نجزي القوم المجرمين, بسبب جرمهم وطغيانهم.

اجمل تصاميم الثوب السعودي
May 19, 2024