العقاب في الحياة الآخرة ثبوت اللّعنة عليه، وشهادة أعضاءه ضدّه، وعذابه في نار جهنّم، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* يومئذ يوفيهم الله يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ). [٧] اعتبارها من السبع الكبائر قد عدّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قذف المسلمين من السبع الكبائر؛ فعن أبي هريرة قال رسول الله -صلّى الله عله وسلّم-: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ). [٨] وتأتي الحكمة من إيجاب العقوب في الحياة الدنيا لسد باب الفساد المجتمعي من انتشار هذه الظاهرة لعدم وجود رادع يردع من لا يمنعه إيمانه عن مثل هذه الأفعال الشنيعة.

إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا | موقع البطاقة الدعوي

فلهذا مجتمعنا الإسلامي لا تسمع فيه كلمة زنا أبداً؛ لأن هذه الكلمة من أخبث الكلام؛ لما تجره من بلاء وفساد، وحسبنا أن من قال: فلان زنى، أو فلانة زنت إما أن يأتي بأربعة شهود، ومستحيل أن يأتي بهم، أو يكشف ظهره ليجلد ثمانين جلدة، وتسقط عدالته بيننا، ولا نلتفت إليه؛ لأنه أصبح خسيساً هابطاً. وهذا حتى ما يجرؤ مؤمن ولا مؤمنة أن يقول الفاحشة وينطق بها. ثم قال تعالى: يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ [النور:25] الثابت عليهم، ويجزيهم به. إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا | موقع البطاقة الدعوي. فقوله: يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ [النور:25]، أي: الجزاء الكامل الثابت. وَيَعْلَمُونَ [النور:25] عندها أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ [النور:25]. هذا يوم القيامة، فيعلمون أنه الحق الذي لا إله غيره البين الواضح، وأنه الحق أيضاً الموجود الثابت، لم يسبقه وجود ولا عدم، بل هو الذي أوجد الوجود والعدم. ثم قال تعالى هنا: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ [النور:26]. وقد قلت لكم في هذه الآية وجهان مشرقان: الوجه الأول: الخبيثات من الكلمات -وهي: الرمي بالفاحشة- للخبيثين من الرجال، والخبيثات من الكلمات للخبيثات من النساء، وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ [النور:26].

الباحث القرآني

فجعلها من كبائر الذنوب؛ لأنها غافلة ما يخطر ببالها شيء اسمه فاحشة أبداً، ولا تحدث نفسها بهذا أبداً. ولهذا قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ [النور:23] من الرجال والنساء الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ [النور:23]. فهذا اللعن ثابت في الدنيا، وكذلك إقامة الحد عليهم بأن يجلدوا ثمانين جلدة، وتسقط عدالتهم بين الناس، وفي الآخرة إن تابوا تاب الله عليهم، وإن أصروا واشتهروا بهذه الفاحشة وماتوا عليها فلهم عذاب دائم عظيم يوم القيامة. وهنا كما قلت لكم: أول من يدخل في هذه الآية: ابن أبي عليه لعائن الله، فهو قد رمى عائشة. لعنة الله عليه. ثم قال تعالى: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ [النور:24]. وهذا عام، فإذا وقف بين يدي الله وسأله الله: هل زنيت؟ لم يستطع أن ينطق، بل ينطق لسانه بدون إرادته، فتشهد عليهم ألسنتهم، وَأَيْدِيهِمْ [النور:24] ماذا فعلت، وَأَرْجُلُهُمْ [النور:24] إلى أين مشت. فجوارحهم تنطق وتفضحهم أمام الله عز وجل، كما قال تعالى: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ [النور:24] بما كانوا يعملونه من الشر والفساد والخبث، وخاصة الزنا واللواط والعياذ بالله تعالى، وحمل الغيبة والنميمة ونشرها بين المجتمعين.

فقد خدعوهم وغرروا بهم وضللوهم، وهذا كتاب الله بين أيدينا. فهو يقول في هذه الآية الكريمة: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ [النور:26]. فيكون على قولهم هذا عائشة خبيثة والرسول خبيث، والعياذ بالله. ثم قال تعالى: وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ [النور:26]. فـ عائشة الطيبة لمحمد الطيب. أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ [النور:26]، أي: أولئك المفترون الكذابون، أو المشيعون للفاحشة. لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ [النور:26]. وهذا الصك الإلهي لـ عائشة ، فقد قالت: أنا في الجنة، مبشرة بالجنة. قراءة في كتاب أيسر التفاسير إليكم شرح هذه الآيات من الكتاب: معنى الآيات هداية الآيات قال: [ هداية الآيات: من هداية الآيات: أولاً: عظم ذنب قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، وقد عده رسول الله صلى الله عليه وسلم في السبع الموبقات، والعياذ بالله تعالى] فقذف المحصنات -أي: سبهن بالزنا أو الفاحشة- من أعظم الكبائر، وقد عده الرسول من كبائر الذنوب، فلا تقل هذه كلمة لا معنى لها، بل من قال للمؤمن: يا زانٍ! أو زنيت، أو أنت تفعل كذا، أو قال هذا لمؤمنة فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، التي حصرها الرسول في سبع، وقال: ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ -وقال في آخرها- قذف المحصنات الغافلات المؤمنات).

علاج التهاب الجهاز التناسلي للرجل
May 12, 2024