الله حرم الظلم على نفسه
- الأشهر الحُرم بين الغُنم والغُرم | رابطة خطباء الشام
- مي كمال تكتب: قبلَ أن تتباكوا علي انهيار الأخلاق | الجالية العربية
الأشهر الحُرم بين الغُنم والغُرم | رابطة خطباء الشام
تفسير ابن كثير (2/553) ومِن خصائصه أنّ فيه يوم عاشوراء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ ؟) فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ. صحيح مسلم: 1130 كما أنّ الصّوم فيه مضاعفٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ). مي كمال تكتب: قبلَ أن تتباكوا علي انهيار الأخلاق | الجالية العربية. صحيح مسلم: 1163 قال القرطبيّ: " هذا إنّما كان -والله تعالى أعلم-مِن أجل أنّ المحرّم أوّل السّنة المستأنفة الّتي لم يجئ بعدُ رمضانها، فكان استفتاحها بالصّوم الّذي هو مِن أفضل الأعمال، والّذي أخبر عنه بأنّه ضياءٌ، فإذا استفتح سَنَتَهُ بالضّياء مشى فيه بقيّتها ". المُفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (3/235) وقد سمّى النّبيّ صلى الله عليه وسلم المحرّم شهر الله عز وجل، وإضافته إلى الله سبحانه تدلّ على شرفه وفضله، فإنّه لا يضيف إليه إلّا خواصّ مخلوقاته، ولمّا كان هذا الشّهر المحرّم مختصًّا بإضافته إليه جل جلاله وكان الصّيام مِن بين الأعمال مضافًا إليه أيضًا، فإنّه له مِن بين الأعمال، ناسب أن يختصّ هذا الشّهر المضاف إلى الله بالعمل المضاف إليه المختصّ به وهو الصّوم.
مي كمال تكتب: قبلَ أن تتباكوا علي انهيار الأخلاق | الجالية العربية
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في " مجموع الفتاوى " (6/ 120): "وَلِهَذَا؛ يُذَمُّ مَنْ لَا غَيْرَةَ لَهُ عَلَى الْفَوَاحِشِ؛ كَالدَّيُّوثِ، وَيُذَمُّ مَنْ لَا حَمِيَّةَ لَهُ يَدْفَعُ بِهَا الظُّلْمَ عَنْ الْمَظْلُومِينَ، وَيَمْدَحُ الَّذِي لَهُ غَيْرَةٌ يَدْفَعُ بِهَا الْفَوَاحِشَ، وَحَمِيَّةٌ يَدْفَعُ بِهَا الظُّلْمَ، وَيُعْلَمُ أَنَّ هَذَا أَكْمَلُ مِنْ ذَلِكَ. وَلِهَذَا وَصَفَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الرَّبَّ بالأَكْمَلِيَّةِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: ((لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنْ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ؛ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ))، وَقَالَ: ((أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ؟ أَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاَللهُ أَغْيَرُ مِنِّي))". اهـ. إذا تقرر هذا؛ فالواجب عليك التوبة الصادقة والعزم على عدم العود والندم، والإكثار من الأعمال الصالحة. أما زوجتك فحاول أن تقنعها بصدق توبتك، ولعلها لو لمست منك الصدق أن تعود إليك. ولكنها إن أصرت على طلب الطلاق، فلا حرَج عليها، ولا يدخل هذا تحت الوعيد النبوي لمن سألت الطلاق مِن غير بأْس، وقد وعد الله عزَّ وجل الزوجين بأن يغنيَ كلَّ واحد منهما من فضله وسَعَته إذا تفرَّقا؛ فقال سبحانه وتعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ} [ النساء: 130] ،، والله أعلم.
الجمعة في: 16 / 6 / 1436هـ