تاريخ النشر: الخميس 6 ذو الحجة 1437 هـ - 8-9-2016 م التقييم: رقم الفتوى: 334705 15658 0 191 السؤال قبل ما يقارب ثلاث سنوات، وصلني خبر بأن جارا لي كان يغتابني، فتحققت من الأمر، وتأكدت منه. فما كان مني إلا أن قاطعته لمدة سنتين كاملتين. علما أنه جار سيئ الخلق، يكثر من الجهر بالمعصية كشرب الخمر، وسب الذات الإلهية. فما حكم مقاطعتي له، علما أني بدأته السلام قبل فترة بسيطة، ولم أزد على ذلك بشيء، بل كان سلاما سطحيا. فهل يلحقني إثم من مقاطعته؟ وهل ينطبق علي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا ترفع أعمالي إلى الله؟وشكرا. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فإن كان الجار قد اجتمع فيه الأذى، ومظاهر الفسوق، فيجوز هجره إن كان ينزجر بذلك، أو يندفع شره، وإذا كنت عند اللقاء به لا ترفض السلام عليه، فلا تعتبر مهاجرا له، وهذا مذهب جمهور العلماء، وهو المرجح عندنا؛ لظاهر حديث: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان، فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. شرح حديث : ( .. َمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ) - الإسلام سؤال وجواب. متفق عليه. قال النووي: قال مالك، والشافعي، والجمهور: وتزول الهجرة بمجرد سلامه عليه، وهو ظاهر قوله عليه الصلاة والسلام: وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

  1. شرح وترجمة حديث: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام - موسوعة الأحاديث النبوية
  2. شرح حديث : ( .. َمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ) - الإسلام سؤال وجواب
  3. فصل: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة|نداء الإيمان

شرح وترجمة حديث: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام - موسوعة الأحاديث النبوية

اهـ من عارضة الأحوذي. وقال الإمام البخاري في صحيحه: باب ما يجوز من الهجران لمن عصى. وقال كعب حين تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم: ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامنا، وذكر خمسين ليلة. وقال الحافظ ابن حجر في كتابه: فتح الباري شرح صحيح البخاري: أراد بهذه الترجمة بيان الهجران الجائز؛ لأن عموم النهي مخصوص لمن لم يكن لهجره سبب مشروع، فبين هنا السبب المسوغ للهجر، وهو لمن صدرت منه معصية، فيسوغ لمن اطلع عليها منه هجره عليها؛ ليكف عنها. اهـ. وسئل الرملي: هل يجب رد السلام على الفاسق أو لا؟ فأجاب: بأنه لا يجب رده إذا كان تركه زجرا له، ولا يستحب ابتداؤه. اهـ. شرح وترجمة حديث: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام - موسوعة الأحاديث النبوية. ونقل الخادمي في بريقة محمودية، عن كتاب القنية: ولا يسلم على الشيخ الممازح، أو الكذاب، أو اللاهي، ومن يسب الناس، ومن ينظر في وجوه النسوان في الأسواق، ما لم يعرف توبتهم. اهـ. ومما يدل لذلك ما رواه نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَإِنْ كَانَ قَدْ أَحْدَثَ، فَلَا تُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ. رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، و ابن ماجه وحسنه الألباني.

شرح حديث : ( .. َمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ) - الإسلام سؤال وجواب

◙ قال الإمام النووي رحمه الله: ما أعظمَ نفعَ هذا الحديث، وأكثرَ فوائدَه! [5]. سبب ورود الحديث: عن سويد بن حنظلة قال: خرجنا نريد رسول الله ومعنا وائل بن حُجر، فأخذه عدو له، فتحرج القوم أن يحلفوا، وحلفت أنه أخي فخُلِّي سبيله، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أن القوم تحرجوا أن يحلفوا، وحلفت إنه أخي، قال: ((صدقتَ، المسلم أخو المسلم))، وأخرج أحمد عن سويد بنحوه، ولفظه: ((كنتَ أبَرَّهم وأصدقهم، صدقتَ، المسلمُ أخو المسلم)) [6]. غريب الحديث: ◙ لا تحاسدوا: أصله لا تتحاسدوا، حذفت إحدى التاءين تخفيفًا؛ أي: لا يتمَنَّ بعضكم زوال نعمة بعض. ◙ لا تناجشوا: وهو أن يمدح السلعة لينفِّقها ويروجها، أو يزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها؛ ليقع غيره فيها. ◙ ولا تدابروا: أي لا يعطِ كل واحد منكم أخاه دبره وقفاه فيعرض عنه ويهجره. فصل: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة|نداء الإيمان. ◙ ولا يحقره: لا يستصغر شأنه ويضع من قدره. ◙ وعِرضه: العِرض: هو موضع المدح والذم من الإنسان. شرح الحديث: ((لا تحاسدوا)) والحسد هو تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد، والمعنى: لا يحسد بعضكم بعضًا، والحسد مركوز في طباع البشر، وهو أن الإنسان يكره أن يفوقه أحد من جنسه في شيء من الفضائل.

فصل: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة|نداء الإيمان

انتهى. وقال ابن حجر: قال أكثر العلماء تزول الهجرة بمجرد السلام، وردّه. اهـ. وفي صحيح مسلم أن قريباً لعبد الله بن مغفل خذف فنهاه، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف، وقال: إنها لا تصيد صيداً، ولا تنكأ عدوا، ولكنها تكسر السن، وتفقأ العين. قال: فعاد، فقال: أحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه، ثم عدت تخذف، لا أكلمك أبداً. قال النووي: في هذا الحديث هجران أهل البدع والفسوق، ومنابذي السنة مع العلم، وأنه يجوز هجرانه دائماً، والنهي عن الهجران فوق ثلاثة أيام، إنما هو فيمن هجر لحظ نفسه، ومعايش الدنيا، وأما أهل البدع ونحوهم، فهجرانهم دائماً، وهذا الحديث مما يؤيده، مع نظائر له، كحديث كعب بن مالك وغيره. انتهى. قال ابن عبد البر رحمه الله: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب هجر جميل، خير من مخالطة مؤذية. انتهى. وقال ابن حجر في الفتح: ذهب الجمهور إلى أنه لا يسلم على المبتدع، ولا الفاسق. انتهى. وقال ابن العربي المالكي: وأما إن كانت الهجرة لأمر أنكر عليه من الدين كمعصية فعلها، أو بدعة اعتقدها، فيهجره حتى ينزع عن فعله وعقده، فقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في هجران الثلاثة الذين خلفوا خمسين ليلة حتى صحت توبتهم عند الله، فأعلمه، فعاد إليهم.

* النوع الثاني: الهجر على وجه التأديب ~ وهو هجر من يظهر المنكرات، يهجر حتى يتوب منها، كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الثلاثة الذين خلفوا، حتى أنزل الله توبتهم، حين ظهر منهم ترك الجهاد المتعين عليهم بغير عذر ، و لم يهجر من أظهر الخير وإن كان منافقاً ، فإن الهجر بمنزلة التعزيز، والتعزيز يكون لمن ظهر منه ترك الواجبات، وفعل المحرمات، كتارك الصلاة والزكاة، والتظاهر بالمظالم والفواحش، والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع.. فالمنكرات الظاهرة يجب إنكارها بخلاف الباطنة فإن عقوبتها على صاحبها خاصة. * ثالثاً: اعتبار المصالِح والمفَاسِدْ ~ قال شيخ الإسلام: "وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم، وقلتهم، وكثرتهم، فإن المقصود به: زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله ، فإن كانت المصحلة في ذلك راجحة، بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً، وإن كان لا المهجور، ولا غيره يرتدع بذلك، بل يريد الشر والهاجر ضعيف، بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهرج ، بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر". * رابِعاً: النظر في طبَائع النُفوس ~ قال شيخ الإسلام: "والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوماً، ويهجر آخرين ، كما أن الثلاثة الذي خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك سادة مطاعين في عشائرهم، فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم ، وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير، فكان في هجرهم عز الدين، وتطهيرهم من ذنوبهم ".

جهاز تشغيل اشرطة الفيديو القديمة
May 20, 2024