*عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر

من ستر مسلما ستره

وقال النبي عليه الصلاة والسلام: (( من سن في الإسلام سنة سيئة ؛ فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)) (3). فهذا نوع من المجاهرة ، ولم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه واضح ، لكنه ذكر أمراً آخر قد يخفى على بعض الناس فقال: ومن المجاهرة أن يعمل الإنسان العمل السيئ في الليل فيستره الله عليه ، وكذلك في بيته فيستره الله عليه ولا يُطلع عليه أحداً ، ولو تاب فيما بينه وبين ربه؛ لكان خيراً له ، ولكنه إذا قام في الصباح واختلط بالناس قال: عملت البارحة كذا ، وعملت كذا ، وعملت كذا ، فهذا ليس معافى ، هذا والعياذ بالله قد ستر الله عليه فأصبح يفضح نفسه. من ستر مسلما ستره الله. وهذا الذي يفعله بعض الناس أيضاً يكون له سببان: السبب الأول: أن يكون الإنسان غافلاً سليماً لا يهتم بشيء ، فتجده يعمل السيئة ثم يتحدث بها عن طهارة قلب. والسبب الثاني: أن يتحدث بالمعاصي تبجحاً واستهتاراً بعظمة الخالق ، ـ والعياذ بالله ـ فيصبحون يتحدثون بالمعاصي متبجحين بها كأنما نالوا غنيمة ، فهؤلاء والعياذ بالله شر الأقسام. ويوجد من الناس من يفعل هذا مع أصحابه ، يعني أنه يتحدث به مع أصحابه فيحدثهم بأمر خفي لا ينبغي أن يذكر لأحد ، لكنه لا يهتم بهذا الأمر فهذا ليس من المعافين ؛ لأنه من المجاهرين.

من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة

دواعي ستر المسلم على الناس يعرف السّتر لغةً بتغطية الشيء و إخفائه، و ستْر المسلم هو إخفاء عيوبه، وقد حثُّ الإسلامِ على ستر المسلمين لما لهذا الخلق من فوائد شخصيةً ومجتمعيةً، ومن هذه الفوائد [٣]: تذكير المرء بعيوبه: قال صلَّى الله عليْه وسلَّم: (يُبصِر أحدُكم القَذَى في عين أخيه، وينسَى الجذع في عينِه) [المصدر: صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فمَن انشغل بإصلاح عيوب نفسه لم يلتفت لعيوب النّاس. شرح حديث مَن نَفَّسَ عن مؤمنٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدُّنيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُرْبَةً من كُرَبِ يومِ القِيَامَة. إدراك فضيلة الستر على المسلمين وتأمل عاقبة فضحهم: قال النبي -صلَّى الله عليْه وسلَّم- (مَن سترَ عورةَ أخيهِ المسلمِ سترَ اللَّهُ عورتَهُ يومَ القيامةِ ومن كشفَ عورةَ أخيهِ المسلمِ كشفَ اللَّهُ عورتَهُ حتَّى يفضحَهُ بِها في بيتِهِ) [المصدر: صحيح ابن ماجه| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فمن تتبُّع عورات المسلمين وتجسّس عليهم سيكون مآله الفضيحة والخزي أمام النّاس. تشجيع العاصي على عدم الاستمرار في المعصية والتّوبة منها: فكتم عيوبه وعدم إفشائها يشعره بأن لديه فرصةً ما يحفزُّه إلى العدول عنها وإصلاحِ ما قد فسد، فيُحفظُ بذلك استقرار المجتمع ويُحمى مِن الرذائل. عدم إشاعة الفاحشة والسُوء في المجتمع: وهذا الأمر ضروريٌ؛ فستر ظهور المعاصي يمنع من الإساءة للإسلام والمسلمين بل ويمنع استساغة المعصية وتقبُّل سماعها في أوساط النّاس، فتُحفظ بذلك هيبة الإقدام على ارتكابها في نفوسهم.

وهو أيضًا جريمة قانونية يُعاقَب عليها وَفْق القانون رقم (175) لسنة 2018م، الخاص بـ«مكافحة جرائم تقنية المعلومات»؛ فقد جَرَّم المُشَرِّع المصري في هذا القانون نشر المعلومات المُضَلِّلة والمُنَحرِّفة، وأَوْدَع فيه مواد تتعلق بالشق الجنائي للمحتوى المعلوماتي غير المشروع.

وظائف شركة الغاز
May 20, 2024