من مواقف سعيد بن المسيب رحمه الله. 1 - صلى الحجاج مرة بجنب سعيد بن المسيب - قبل أن يلي شيئًا من أمور المسلمين - فجعل يرفع قبل الإِمام، ويقع قبله في السجود، فلما سلم أخذ سعيد بطرف ردائه، وبقي يقول الذّكر بعد الصلاة، والحجّاج ما زال ينازعه رداءه حتى قضى سعيد ذكره، ثم أقبل عليه يؤنبه ويؤدبه بالكلام، فلم يقل له الحجّاج شيئًا حتى صار نائبًا على الحجاز وعندما أتى المدينة نائبًا عليها، فلما دخل المسجد قصد مجلس سعيد بن المسيب حتى جلس بين يديه، فقال له: أنت صاحب الكلمات؟ فضرب سعيد صدره بيده وقال: نعم. مدرسة سعيد بن المسيب الأول في مسابقة الطائرة بدون طيار - صحيفة النبأ الإلكترونية. قال: فجزاك الله من معلم ومؤدب خيرًا، ما صليت بعدك صلاة الا اتقنتها هو والحاكم في عصره:- عن ميمون بن مهران: أن عبد الملك بن مروان قدم المدينة فاستيقظ من قائلته فقال لحاجبه: انظر هل ترى في المسجد أحداً من حداثي فلم يرى فيه إلا سعيد بن المسيب، فأشار إليه بإصبعه فلم يتحرك سعيد، ثم أتاه الحاجب فقال: ألم ترى أني أشير إليك? قال: وما حاجتك? فقال: استيقظ أمير المؤمنين، فقال: انظر هل ترى في المسجد أحداً من حداثي، فقال إليه سعيد، لست من حداثه، فخرج الحاجب فقال: ما وجدت في المسجد إلا شيخاً أشرت إليه فلم يقم، قلت له: إن أمير المؤمنين استيقظ وقال لي انظر هل ترى أحداً من حداثي، قال: إني لست من حداث أمير المؤمنين.

  1. مدرسة سعيد بن المسيب الأول في مسابقة الطائرة بدون طيار - صحيفة النبأ الإلكترونية

مدرسة سعيد بن المسيب الأول في مسابقة الطائرة بدون طيار - صحيفة النبأ الإلكترونية

وذكر عنه محمد نصر الدين عويضة في كتابه "فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب"، قصة تدل على مدى احترامه وتقديسه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كان ذات مرة مريضًا فزاره رجل في مرضه وساله عن حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مضطجعًا، فقام وجلس ثم حدثته بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، فكره الرجل أن يكون سببًا لمشقته، إذ قال سعيد: أقعدوني فأقعدوه، ثم قال: إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا مضطجع. وكان سعيد بن المسيب من أورع الناس فيما يدخل في بيته، فكان لا يشرب ولا يأكل إلا من طعامه وما في قوت منزله فلا يأكل من الطعام أو الشراب الذي يقوم الناس بتوزيعه في المسجد في رمضان، فإن لم يؤتى له من منزله بشيء فلا أكل ولا شرب، وكان يرى سعيد أن أصل العبادة التفقه في الدين والورع، فحين قيل له لم لا تتعبد مع هؤلاء؟ مشيرين إلى بعض من يصلون ويتعبدون في المسجد، فقال: "ما هذه العبادة ولكن العبادة التفقه بالدين والتفكر في أمر الله تعالى". وكان لسعيد دعاء أُثر عنه قال فيه إنه لم يدع به قط بشيء إلا رأى بعده نجاحه، فيقول أنه دخل المسجد ذات ليلة فقام ليصلي وجلس ليدعو، فإذا بهاتف يأتيه من خلفه يقول: يا عبد الله قل، فقال: ما أقول؟، فقال: قل اللهم إني أسألك بأنك مالك الملك وأنك على كل شيء قدير وما تشأ من أمر يكن، فكانت هذه الدعوة فتحًا من فتوحات الله سبحانه وتعالى على سعيد بن المسيب.

ويقول عنه قتادة: ما رأيت أحدًا قط أعلم بالحلال والحرام منه، ويكفي ابن المسيب فخرًا أن الخليفة العادل (عمر بن عبد العزيز) كان أحد تلاميذه، ولما تولى عمر إمارة المدينة لم يقض أمرًا إلا بعد استشارة سعيد، فقد أرسل إليه عمر رجلاً يسأله في أمر من الأمور، فدعاه، فلبي الدعوة وذهب معه، فقال عمر بن عبد العزيز له: أخطأ الرجل، إنما أرسلناه يسألك في مجلسك. سعيد ابن المسيب. وعاش سعيد طيلة حياته مرفوع الرأس، عزيز النفس، فلم يحنِ رأسه أبدًا لأي إنسان، حتى ولو ألهبوا ظهره بالسياط، أو هددوه بقطع رقبته، فها هو ذا أمير المدينة في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان يأمره بالبيعة للوليد بن عبد الملك، فيمتنع فيهدده بضرب عنقه، فلم يتراجع عن رأيه رغم علمه بما ينتظره من العذاب، وما إن أعلن سعيد مخالفته حتى جردوه من ثيابه، وضربوه خمسين سوطًا، وطافوا به في أسواق المدينة، وهم يقولون: هذا موقف الخزي!! فيرد عليهم سعيد في ثقة وإيمان: بل من الخزي فررنا إلى ما نريد. ولما علم عبد الملك بما صنعه والى المدينة لامه وكتب إليه: سعيد.. كان والله أحوج إلى أن تصل رحمه من أن تضربه، وإنا لنعلم ما عنده من خلاف، وبعد كل هذا التعذيب الذي ناله سعيد جاءه رجل يحرضه في الدعاء على بني أمية، فما كان منه إلا أن قال: اللهم أعز دينك، وأظهر أولياءك، وأخزِ أعداءك في عافية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
دع المقادير تجري في أعنتها من القائل
May 23, 2024