وكان النساء في عهد النبي ﷺ لا يختلطن بالرجال لا في المساجد ولا في الأسواق الاختلاط الذي ينهي عنه المصلحون اليوم، ويرشد القرآن والسنة وعلماء الأمة إلى التحذير منه حذرا من فتنته، بل كان النساء في مسجده ﷺ يصلين خلف الرجال في صفوف متأخرة عن الرجال وكان يقول ﷺ: خير صفوف الرجال أولها، وشره آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها حذرا من افتتان آخر صفوف الرجال بأول صفوف النساء، وكان الرجال في عهده ﷺ يؤمرون بالتريث في الانصراف حتى يمضي النساء ويخرجن من المسجد لئلا يختلط بهن الرجال في أبواب المساجد، مع ما هم عليه جميعا رجالا ونساء من الإيمان والتقوى، فكيف بحال من بعدهم؟! الأدلة على حرمة الاختلاط - إسلام ويب - مركز الفتوى. وكانت النساء ينهين أن يتحققن الطريق ويؤمرن بلزوم حافات الطريق حذرا من الاحتكاك بالرجال والفتنة بمماسة بعضهم بعضا عند السير في الطريق. وأمر الله سبحانه نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن حتى يغطين بها زينتهن حذرا من الفتنة بهن، ونهاهن سبحانه عن إبداء زينتهن لغير من سمى الله سبحانه في كتابه العظيم؛ حسما لأسباب الفتنة، وترغيبا في أسباب العفة، والبعد عن مظاهر الفساد والاختلاط. فكيف يسوغ لمدير جامعة صنعاء -هداه الله وألهمه رشده- بعد هذا كله، أن يدعو إلى الاختلاط؟!

آل الشيخ: &Quot;الاختلاط&Quot; كان موجوداً في صدر الإسلام وعرفناه في الرياض إلى عهد قريب

فلا شك أن هذا لو وجد في عصرنا هذا من امرأة مسلمة تريد أن تقتدي بخير الناس جيلا، لوصفت بالجمود والتطرف والتشدد، حتى من بعض أهل الخير فضلا عن غيرهم. · ومن الثاني: ما رواه نافع عن ابن عمر مرفوعا: لو تركنا هذا الباب للنساء قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات. رواه أبو داود وصححه الألباني. قال العظيم آبادي في عون المعبود: لئلا تختلط النساء بالرجال في الدخول والخروج من المسجد، والحديث فيه دليل أن النساء لا يختلطن في المساجد مع الرجال بل يعتزلن في جانب المسجد ويصلين هناك بالاقتداء مع الإمام اهـ. · ومن الثالث: قوله صلى الله عليه وسلم: خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها. آل الشيخ: "الاختلاط" كان موجوداً في صدر الإسلام وعرفناه في الرياض إلى عهد قريب. رواه مسلم. قال النووي: فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك، وذم أول صفوفهن لعكس ذلك اهـ. · ومن الرابع: ما روته أم سلمة أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من المكتوبة قمن، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال.

الأدلة على حرمة الاختلاط - إسلام ويب - مركز الفتوى

يبدو الأمر مقلقا للبعض حين يجتهد المرء أن يتفكر ويتدبر الأشياء، إن التدبر والتفكّر بصوت مسموع في عالمنا العربي صار أمرا مشينًا يدعو إلى رجمه بأشد أنواع الشتائم والسباب، وحين يصبح الأمر سيئًا إلى ذلك الحد فعلينا أبدًا ألا نتساءل لماذا تقدم غيرنا وتأخرنا؟ إن رفع الحصانة عن كثير من الأفكار الخاطئة التي أُنزِلت بمرور الزمان عليها؛ منزلة المعلوم من الدين بالضرورة هو أمر حتمي للمرور الأكيد إلى بدايات الإصلاح والتماس طريق الصحة والتقدم، إذ الدلالة إن تعلّقت بالألفاظ، فهي -كما في المصباح-: "مَا يَقْتَضِيهِ اللَّفْظُ عِنْدَ إطْلَاقِهِ".! أما إن كان الدليلُ غير لفظي كأن يكون عقلياً مثلاً؛ فهو ما يقتضيه ذلك الدليل، أي مضمون الدليل ومحتواه، يقول الجرجاني في تعريفاته إن الدلالة: "هي كون الشيء بحالةٍ يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، والشيءُ الأول هو الدال، والثاني هو المدلول! "، فالدليل إذن موصلٌ إلى شيءٍ آخر غيره، هو المدلول، وهذا يعني أنهُ إن لم يوصلنا إلى شيءٍ؛ فلا يصح أن يُسمّى دليلاً! والفهم هو التصورُ والإدراك، وعندئذٍ فإننا سنجدُ بين الدلالة والفهم علاقة، وهي أن إدراك الدلالة هو الفهم، فالفهم متعلقٌ بشيءٍ نفهمه، وهو مدلول الدليل.

من منطلق آخر، في أعظم شريعة وعبادة في الإسلام وهي "الحج"، وكما هو موضح لدينا جميعاً أنها أكثر العبادات اختلاطا، إذ يمكننا بسهولة أن نخلق مكانا للنساء وآخر للرجال، لكن الوحي شرعها هكذا دون فصل، يطوف ويسعى كل من الرجل والمرأة في نفس الزمان والمكان إلى جانب بعضهما البعض لا يفصل بينهما حاجز، كلٌّ منشغل بمناجاته وتلبيته وهمومه وروحانيته الخاصة. إن اختبار الله فينا ماضٍ، النساء فتنة للرجال والرجال فتنة للنساء، وليس النجاح أبدًا بتعطيل الحياة والتضييق على العباد بحجة سد الذريعة الموصلة إلى وجود هذه الفتنة، إن سد ما يعتقد أنها ذرائع هو سد لمسارات الحياة الطبيعية التي يتفاعل ضمنها الإنسان رجلًا كان أم امرأة، والإسلام لم يأت أبًدا ليعطل على الناس حيواتهم، وإنما جاء ليمهد سبيل الرشاد الذي على جانبيه تشيّد الأخلاق وتقوى وتكون أكثر صدقًا، لا عبْر الهروب والاختباء وإنما عبر مباشرة الحياة الطبيعية الجائزة شرعًا، مواجهين خلالها كل الفتن والزلات بقلوب قوية متحدية، وبإيمان عميق راسخ. لو لم يكن الاختلاط يوماً مشرعاً لكنا اليوم أقل شهوةً وأكثر وعياً ولرأينا النساء والرجال في العلم والمناصب سواء، فلا فقه يحرم ولا عوائل تأخذ بالتشريع ولا أي من هذه الجرائم التي تحدث يومياً فكر فيها أحد من قبل!

تقسيم المفطح على الصحون
May 19, 2024