وأما الدعاء بما فيه ظلم واعتداء على المدعو في نفسه أو ماله أو أهله فلا يجوز سواء بالتأخير أو عدمه، ومنه الدعاء الذي ذكرتيه في سؤالك بعدم البركة في ماله وقطع نسله ونحوه فإنه لا يجوز، وفي الحديث: (يستجاب لأحدكم مالم يدعُ بإثمٍ أو قطيعة رحم). أوصيك بلزوم الذكر والطاعة وتوكيل أمرك إلى الله، والاستعانة به والرضا بما قسمه وقدّره، واستحضار فضل الصبر على البلاء، والشكر للنعماء والرضا بالقضاء، وفقك الله لكل خير. الدعاء على من ظلمني!. أسأل الله أن يفرج همومنا، ويشرح صدورنا، وييسر أمورنا، ويطهر قلوبنا، ويزكي نفوسنا، ويجيب دعوتنا، ويتقبل توبتنا، ويرزقنا من خيري الدنيا والآخرة، والله الموفق والمستعان. مواد ذات الصله لا يوجد صوتيات مرتبطة تعليقات الزوار أضف تعليقك لا توجد تعليقات حتى الآن

الدعاء على من ظلمني!

أجابت علي جمعة المفتي السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن سؤال ورده من شخص يقول: "كيف أوفق بين سلامة الصدر من الغل وبين الدعاء على من ظلمني في حياتي". وقال جمعة: "اذكر الله كلما أردت أن تدعو على أحد، مشيراً إلى أن مشايخه كانوا يرشدون إلى قول (حسبنا الله ونعم الوكيل)، وهي ليست دعاء على أحد، وإنما يكون أنك التجأت إلى الله. وأضاف جمعة، في فيديو نشره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "لا تدعو على أحد ولكن عليك أن تقول ربنا يهديه، وقل ربنا يلهمه أن يرد حقي، وليس من الضرورة أن ينتقم الله منه، ولكن من الممكن أن يرشده ويهديه".

كيف ادعي على شخص ظلمني - إسألنا

أما إن كان لا يهمك أمره، والتعامل معه، سواء كانت علاقتك به ممتدة أو منقطعة، وما حدث لن يؤثر على علاقتك بمن حولك، فتجاهلي سلوكه إذا كان لن ينعكس على علاقاتك بالآخرين.

أما بخصوص سؤالك عن حكم الدعاء على الظالم؛ فإن الأفضل العفو عن الظالم ما أمكن، والاستغفار له حتى تطمئن نفس المظلوم وينسى الألم، قال تعالى: (فمن عفا وأصلح فأجره على الله)، (وأن تعفو أقرب للتقوى). كما وأن الأفضل عدم الدعاء عليه، وأن تسألي الله له الهداية والتوبة والصلاح والرجوع إلى الحق وإنصاف الناس حقوقهم، قال تعالى: (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليما). إلا أنه لا يوجد مانع شرعي ولا حرج ولا إثم من دعاء المظلوم على ظالمه، بشرط أن يكون بحسب وقدر المظلمة الواقعة عليه من غير زيادة؛ منعاً من التعدي والظلم، فلا يعالج الظلم بمثله أو أشد، وقد قال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين)، ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الاعتداء في الدعاء، وذلك بمخالفة السنن الكونية أو الشرعية أو الزيادة في طلب الحق، كأن يدعو المظلوم على أهل وولد ظالمه (ولا تزروا وازرةٌ وزر أخرى)، أو الدعاء على الظالم بالموت أو الإفلاس في مظلمة يسيرة، فالدعاء كالقصاص يستوفى بحسبه وقدره. وأما عن حكم التخيير في الدعاء أو الاشتراط فيه فهو جائز إن كان بحق كقولك: (اللهم اهدِ الكفرة والظلمة وإلا فخذهم أخذ عزيزٍ مقتدر)، لما في ذلك من تفويض أمرهم إلى حكمة الله ومشيئته، ويدل عليه دعاء استخارة حيث وفيه: (إن كان هذا الأمر خيراً فيسره لي، وإن كان شراً فاصرفني عنه واصرفه عني).

اسهم شركة المراعي
May 17, 2024