فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) ( فستذكرون ما أقول لكم) أي: سوف تعلمون صدق ما أمرتكم به ونهيتكم عنه ، ونصحتكم ووضحت لكم ، وتتذكرونه ، وتندمون حيث لا ينفعكم الندم ، ( وأفوض أمري إلى الله) أي: وأتوكل على الله وأستعينه ، وأقاطعكم وأباعدكم ، ( إن الله بصير بالعباد) أي: هو بصير بهم ، فيهدي من يستحق الهداية ، ويضل من يستحق الإضلال ، وله الحجة البالغة ، والحكمة التامة ، والقدر النافذ.

أسرار وأفوض أمري إلى الله

الآية "وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد" مكررة ١٠٠٠ مرة - الشيخ ميثم التمار - YouTube

وافوض امري الي الله ان الله بصير بالعباد

كنت أتعب كثيرا أثناء المذاكرة حتى أستطيع تحقيق كل ما كنت أتمناه. وفي وقت الامتحانات الخاصة باخر ترم في الجامعة ذهبت إلى الامتحانات وكنت أستطيع الحل بمنتهى السهولة واليسر. ثم جاء وقت آخر امتحان الذي كانت المادة الخاصة به صعبة بعض الشيء وكنت قد بدأت أشعر بالتعب. ذهبت إلى الامتحان لكن فوجئت ببعض الصعوبة في الأسئلة وشعرت وكأنني لا أعرف إجابة أي سؤال. حاولت أن أهدئ من نفسي وأن لا داعي للقلق، لكن كلما كنت أحاول أن أكتب الإجابة أشعر وكأنني لك أتذكر شيء، وأري أن كل أحلامي انهارت. في هذا الوقت بدأت دعاء وأفوض أمري إلى الله لقضاء الحوائج. قمت بترديد هذا الدعاء وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد، كررت الدعاء أكثر من مرة، حتى إني لا أتذكر كم مرة رددت بها هذا الدعاء. بالفعل وفجأة تذكرت كل ما نسيته وبدأت في حل الأسئلة دون أن أترك ولا سؤال دون إجابة. عندما ظهرت النتيجة كان درجات هذه المادة من أحسن الدرجات التي حصلت عليها. وكانت درجات هذه المادة من أعلى الدرجات ووفقني الله سبحانه وتعالى بها، ولقد تمكنت من النعيم معيدة في الجامعة بالفعل. ومن هذا الوقت وأنا استفدت كثيرا من دعاء وأفوض أمري إلى الله لقضاء الحوائج، كان دائما ما يلازمني هذا الدعاء وأردده طوال الوقت.

وأفوض أمري إلى ه

فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائمًا ما يدعو الله تعالي بذلك الدعاء (اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِى إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِى إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظهري إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ) تم ذكره في الصحيحين. كان الرسول صلى الله عليه وسلم دائما ما يردد هذا الدعاء، لذلك هو من أكثر الأدعية انتشارا، والتي يكون لها من أثر جميل. كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن (لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر). لذلك طلب منا الرسول أن تكثر من قول وأفوض أمري إلى الله. أسرار عظيمة عن دعاء وأفوض أمري إلى الله يوجد الكثير من الأسرار التي توجد خلف دعاء وأفوض أمري إلى الله، ذلك لقرب هذا الدعاء من الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم. فإذا كان الشخص يعاني من الحزن والهم وكثرة الأزمات. ثم قام بقول هذا الدعاء سوف تنتهي كل هذه الأزمات في أسرع وقت. كما أن هذا الدعاء ينزل السكينة والهدوء على الشخص الذي يقوم بتردديه باستمرار. بالإضافة إلى أن هذا الدعاء له أثر كبير في انتهاء كل الأزمات النفسية التي يعاني منها الشخص. يقوم بالقضاء على الاكتئاب، ويزيل كل ما يعاني منه الشخص من توتر وقلق.

وأفوض أمري إلى الله

وذكرنا الكلام على هذا سابقًا، إنسان أذنب وأساء في حق الله  وتعدى وظلم، ثم يقول: يا رب، أنا تبت إليك، وينيب ويندم، فالله يفرح بتوبته أعظم من فرح ذلك الإنسان الذي في فلاة من الأرض، وضاعت عليه راحلته، ثم استسلم للموت، ونام تحت شجرة، فوجدها عند رأسه، كيف يفرح؟، فقال: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح، هل هناك أحد من أهل الدنيا يفرح باعتذار المسيء له -اعتذار المخطئ- من الجناية في حقه، مثل هذا الفرح؟، أبدًا. الجيد منا -أيها الأحبة- هو الذي يقبل الاعتذار، ويقول ربما على إغماض: عفوت عنك، وأنت في حل، لكن فرح شديد بالتوبة، فرح شديد بالإنابة، والاعتذار من الخطأ، والإساءة هذا لا يوجد عند أهل الدنيا، حتى الوالد مع ولده، إذا جاء الولد يعتذر من خطأ، أو نحو ذلك، لربما ما يقبل منه، ولربما يقبل على إغماض، ويشيح بوجهه لئلا يرى الولد تقاسيم وجهه، لربما يجد علامات من الرضا لا يريد أن يظهرها للولد، فيشيح عنه بوجهه. الله أعظم فرحًا بتوبتنا -وهو الغنيّ الغِنى الكامل- من هذا الإنسان الذي في أشد الحالات اضطرارًا، حينما ضاعت راحلته، فوجدها بعد أن استسلم للموت، من شدة الفرح ما يدري ما يقول، يريد أن يقول: اللهم أنت ربي وأنا عبدك، قال: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك.

وافوض امري الي الله والله بصير بالعباد

فهذا كله مما يبعث على الرجاء أن الإنسان يتوب وينيب. قال: ومن تقرّب إليّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا... [7] فالله أعظم إقبالاً على العبد المقبل على ربه، وقد تكلمنا على هذا المعنى، وشرحناه في حديث سابق. قال: ومن تقرب إليّ ذراعًا تقربت إليه باعًا ، وعرفنا الباع أنه امتداد ما بين اليدين، قال: وإذا أتاني مشيًا أتيته هرولة. رأيتم سرعة إقبال الله  على العبد، فإذا عرف العبد هذه الأمور، وتيقنها التذّ بالعبادة، يفرح بالركعتين يصليهما، يفرح بمناجاة الله  ، يفرح بالصدقة، العبد يفرح، لماذا؟. لأنها ستقابل بمثل هذه المقابلة من رب العالمين الغني الكريم، فيجد أنه كلما ازداد من العبادة كلما شعر أنه بحاجة إلى الإكثار؛ لأنك تتقرب فالله  يقبل عليك أكثر، انظروا إلى الناس في تعاملاتهم الدنيوية لو أن الواحد كلما ساهم قليلاً أعطى ألفًا جاءه ربحًا ألفان، وإذا أعطى ألفين جاءه ثلاثة، وإذا دفع أربعة جاءه ثمانية تجد الإنسان يبدأ يبيع بيته ويقدم ويبيع سيارته، ويعطي ويتدين من أجل أن يساهم من أجل أن تأتيه هذه الأرباح، ويدفع كل ما وراءه وما دونه، هل يفعل هذا في الصدقة وهي إلى سبعمائة ضعف؟، ما يفعل، لماذا لا يفعل؟، لأننا لا نستشعر هذه المعاني، وليس عندنا فيها يقين كامل.

الكلمات الدلائليه: دعاء
مكتب العمل بسكاكا
May 21, 2024