وأخرج ابن كثير عن أحمد بن حنبل بسنده إلى أبي حبّة البدري قال: «لما نزلت: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} إلى آخرها قال جبريل: يا رسول الله إن الله يأمرك أن تُقرئها أبيًّا» الحديث، أي وأبيٌّ من أهل المدينة. وجزم البغوي وابن كثير بأنها مدنية، وهو الأظهر لكثرة ما فيها من تخطئة أهل الكتاب ولحديث أبي حبة البدري، وقد عدها جابر بن زيد في عداد السور المدنية. قال ابن عطية: إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دُفع إلى مناقضة أهل الكتاب بالمدينة. وقد عدت المائة وإحدى في ترتيب النزول نزلت بعد سورة الطلاق وقبل سورة الحشر، فتكون نزلت قبل غزوة بني النضير، وكانت غزوة النضير سنة أربع في ربيع الأول فنزول هذه السورة آخر سنة ثلاث أو أول سنة أربع. وعدد آياتها ثمان عند الجمهور، وعدها أهل البصرة تسع آيات. أغراضها: توبيخُ المشركين وأهللِ الكتاب على تكذيبهم بالقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم. والتعجيب من تناقض حالهم إذ هم ينتظرون أن تأتيهم البينة فلما أتتهم البينة كفروا بها. وتكذيبُهم في ادعائهم أن الله أوجب عليهم التمسك بالأديان التي هم عليها. ووعيدهم بعذاب الآخرة. والتسجيل عليهم بأنهم شر البرية. والثناءُ على الذين آمنوا وعملوا الصالحات.

لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة تفسير - الفجر للحلول

وقال بعض اللغويين: منفكين هالكين; من قولهم: انفك صلا المرأة عند الولادة; وهو أن ينفصل ، فلا يلتئم فتهلك المعنى: لم يكونوا معذبين ولا هالكين إلا بعد قيام الحجة عليهم ، بإرسال الرسل وإنزال الكتب. وقال قوم في المشركين: إنهم من أهل الكتاب; فمن اليهود من قال: عزير ابن الله. ومن النصارى من قال: عيسى هو الله. ومنهم من قال: هو ابنه. ومنهم من قال: ثالث ثلاثة. وقيل: أهل الكتاب كانوا مؤمنين ، ثم كفروا بعد أنبيائهم. والمشركون ولدوا على الفطرة ، فكفروا حين بلغوا. فلهذا قال: والمشركين. وقيل: المشركون وصف أهل الكتاب أيضا لأنهم لم ينتفعوا بكتابهم ، وتركوا التوحيد. فالنصارى مثلثة ، وعامة اليهود مشبهة; والكل شرك. وهو كقولك: جاءني العقلاء والظرفاء; وأنت تريد أقواما بأعيانهم ، تصفهم بالأمرين. فالمعنى: من أهل الكتاب المشركين. وقيل: إن الكفر هنا هو الكفر بالنبي - صلى الله عليه وسلم -; أي لم يكن الذين كفروا بمحمد من اليهود والنصارى ، الذين هم أهل الكتاب ، ولم يكن المشركون ، الذين هم عبدة الأوثان من العرب وغيرهم - وهم الذين ليس لهم كتاب - منفكين. قال القشيري: وفيه بعد; لأن الظاهر من قوله حتى تأتيهم البينة رسول من الله أن هذا الرسول هو محمد - صلى الله عليه وسلم -.

لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

والمتشابه فيها إِعادة البينة، والبرية، وقد سبق. فصل في التعريف بالسورة الكريمة:. قال ابن عاشور: سورة البينة: وردت تسمية هذه السورة في كلام النبي صلى الله عليه وسلم {لم يكن الذين كفروا}. روَى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا} قال: وسمّاني لك؟ قال: نعم. فبكى» فقوله: «أن أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا} » واضحٌ أنه أراد السورة كلها فسماها بأول جملة فيها، وسميت هذه السورة في معظم كتب التفسير وكتب السنة سورة {لم يكن} بالاقتصار على أول كلمة منها، وهذا الاسم هو المشهور في تونس بين أبناء الكتاتيب. وسميت في أكثر المصاحف (سورة القيّمة) وكذلك في بعض التفاسير. وسميت في بعض المصاحف (سورة البيّنة). وذكر في (الإِتقان) أنها سميت في مصحف أبيّ (سورة أهل الكتاب)، أي لقوله تعالى: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} (البينة: 1)، وسميت سورة (البرية) وسميت (سورة الانفكاك). فهذه ستة أسماء. واختلف في أنها مكية أو مدنية قال ابن عطية: الأشهر أنها مكية وهو قول جمهور المفسرين. وعن ابن الزبير وعطاء بن يسار هي مدنية. وعكس القرطبي فنسب القول بأنها مدنية إلى الجمهور وابن عباس والقول بأنها مكية إلى يحيى بن سلام.

إعراب الآية 1 من سورة البينة - إعراب القرآن الكريم - سورة البينة: عدد الآيات 8 - - الصفحة 598 - الجزء 30. (لَمْ يَكُنِ) مضارع ناقص مجزوم بلم (الَّذِينَ) اسم يكن والجملة ابتدائية لا محل لها (كَفَرُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (مِنْ أَهْلِ) متعلقان بمحذوف حال (الْكِتابِ) مضاف إليه (وَالْمُشْرِكِينَ) معطوف على أهل (مُنْفَكِّينَ) خبر يكن (حَتَّى) حرف غاية وجر (تَأْتِيَهُمُ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى والهاء مفعول به (الْبَيِّنَةُ) فاعل والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلقان بمنفكين. لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) استصعب في كلام المفسرين تحصيل المعنى المستفاد من هذه الآيات الأربع من أول هذه السورة تحصيلاً ينتزع من لفظها ونظمها ، فذكر الفخر عن الواحدي في «التفسير البسيط» له أنه قال: هذه الآية من أصعب ما في القرآن نظماً وتفسيراً وقد تخبط فيها الكبار من العلماء. قال الفخر: «ثم إنه لم يلخص كيفية الإِشكال فيها.

حمام زيت الشعر
May 20, 2024